أخطاء البحث عن نشاط الترجمة في محرك بحث "جوجل"
ولا يخفي على أحدٍ أن اللغة العربية – وبكل أسف – في اضمحلالٍ دائمٍ في الوقت الحالي - ومنذ بضعة عقود غير قليلة - لدرجة أن تنشأ جمعيات أو فرق أو اجتهادات فردية تنادي بإحياء اللغة العربية. والجدير بالذكر أيضًا أننا نحن بصفتنا عرب ومسلمون أحق الناس بالحفاظ على لغة القرآن وتقديسها وتعلمها وتعليمها وتدريسها وتعميمها على عموم حياتنا وعموم أنشطة العمل ومختلف مناحي الحياة لنعتز ونرقى بها. والأهم من ذلك – ومن الأمور المؤسفة كذلك – أنه حتى بعض العرب يميلون لإثراء المحتوى الإلكتروني بلغات أخرى بخلاف اللغة العربية بما يساهم – بطريق غير مباشر – في إثراء محتوى اللغات الأخرى على حساب اللغة العربية واضمحلال وتردي وتدهور المحتوى الرقمي باللغة العربية على الشبكة العنكبوتية - والذي إذا قورن بعدد متحدثيها تجد المعادلة مثيرة للسخرية والاندهاش! خاصة إذا كانت المقارنة مع لغات أخرى غير معروفة وأعداد متحدثيها قليلٌ للغاية، وبرغم ذلك تجد المحتوى الرقمي لها هائل وكبير – كما الحال بالنسبة للغة العبرية.
لذلك على الجميع التكاتف من أجل الحفاظ على اللغة العربية وإثراء المحتوى الرقمي الصحيح والسليم والفصيح لها بحيث يساعد الجميع - كلٌ حسب وجتهه - في الحفاظ على لغتنا وأصل هويتنا وتراثنا. وتعد أولى الخطوات إلى ذلك التعلم الصحيح للغة العربية وتصحيح الأخطاء التي اكتسبناها - سواءً بسبب ضعف التعليم أو ضعف الثقافة العامة أو العوامل الأخرى الثقافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية التي أثّرت بشكلٍ كبيرٍ وأصبح للغات الأوروبية هيمنة وسيطرة في كل شيء – بما إنها تملك القوة والنفوذ والمال والاقتصاد والثقافة.
إن كل من يستطيع إثراء المحتوى الرقمي للغة العربية يعتبر مُكلفًا ومُلزمًا بالقيام بذلك على أساسٍ من وازع القومية أو الوطنية أو الدين أو حتى الهوية الثقافية، ويعتبر من يقصر في ذلك مقصرًا في حق نفسه وحق لغته وحق أجيالٍ قادمةٍ. لكن - وكما ذكرنا - إذا كنا بصدد القيام بذلك، فعلينا أولا تعليم أنفسنا اللغة العربية السليمة بحيث نستطيع تقصى واستخدام الكتابة الصحيحة والمفردات العربية الأصيلة لئلا "يُزاد الطينُ بله"! كما هو الوضع إذا ما استعرضت كلمات البحث التي يستخدمها "العرب!!" على جوجل عند البحث عن خدمات أو أنشطة أو سلع ومنها خدمة الترجمة التي تخص حديثنا في هذا المقام ... لتجد العجب العجاب!.