أخطاء إملائية يقع فيها المترجمون – الجزء الأول
يقع كثيرٌ من المترجمين في العديدِ من الأخطاءِ الإملائية الشائعة، ويرجع ذلك إلى شيوع تلك الأخطاء في وسائل الإعلام والشوارع والأسواق، وفي لغة الإعلانات المنتشرة في كل مكانٍ، والتي يقرؤها شريحة كبيرة من الناس، وتؤثر تأثيرًا سلبيًا على لغتهم، لاسيما بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الحديثة، وانتشار مثل تلك الأخطاء عليها، فيزداد الناس بعدًا عن صحيحِ اللغة والكتابة.
ومن أشهر تلك الأخطاء كتابة جملة (إن شاء الله) التي تعبر عن المشيئة بشكلٍ خاطئٍ مثل (إنشاء الله)، والبعض يكتبها (إنشالله) أو (إن شالله)، وهذا من الخطأ المنتشر والواضح، خاصةً على الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي.
"إن" حرفٌ من أدوات الشرط، و"شاء" فعلٌ ماضي بمعنى أراد، ومعنى " إن شاء الله" هو تعليق أمرٍ يرادُ فعله بالمستقبل بمشيئة الله تعالى، قال عز وجل (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) ، ولو دمجنا "إن" مع الفعل" شاء" لأصبحت كلمةً واحدةً "إنشاء" مصدرها "أنشأ"، بمعنى الخلق والإيجاد، كما في قوله تعالى عن حور الجنة (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً)، أي أوجدناهن إيجادًا، فتصبح الجملة حينها جملةً إسميةً، ويتغير المعنى.
من الخطأ وصل ضمير المخاطب بالياء عند مخاطبة المؤنث، مثل كتابة (أنتي) والصواب أنها تكتب بدون ياء، مع تحريك الحرف الأخير بحركة الكسرة على نحو (أنتِ).
كذلك يخطئ كثير من الناس في كتابة الآية القرآنية الكريمة "إنا لله وإنا إليه راجعون" على نحو: "إن لله وإن إليه راجعون"، فهم بذلك يحذفون اسم "إن"، فتبقى الجملة بدون معنى متكامل.
ولعل هذا الخطأ أقل وطأة وفداحة من كتابة اسم "الله" على نحوٍ خاطئ وذلك بوضع تاء مربوطة بدلًا من الهاء، مثل كتابته هكذا "اللة"، وهذا الخطأ غير مقبول حتى من تلاميذ المرحلة الابتدائية، فضلًا عن أن يقع فيه المترجمون.
من العبارات التي يحصل فيها الخطأ أيضا عبارة "ما شاء الله" إذ يكتبها البعض "مشاء الله" أو "ما شالله" أو "مشالله" وهذا غلطٌ لا ينبغي، و"ما" موصولة بمعنى الذي، فيكون معنى الجملة الذي شاءه الله كائنٌ وواقعٌ. وعند حذف ألف "ما" وإدخالها على كلمة "شاء" سيتغير المعنى ويختلف المبنى والشكل، و"مشاء" بتشديد الشين بمعنى نمام، وتخفيفها كثير المشي، ولو تأملنا الآيات التي وردت في القرآن كلها بلفظ "ما شاء الله" فينبغي الوقوف على ذلك وعدم التساهل وتكرار مثل هذا الخطأ.
كلمة (آمين) ومعناها اللهم استجب، يكتبها البعض (أمين) أو (أميين) أو (امين)، وهذا كله خطأ؛ لأن المعنى سيتغير حينها، والصواب أن تكتب (آمين).
عبارة (لا حول ولا قوة إلا بالله) ومعناها: لا تحول للعبد من حالٍ إلى حالٍ، ولا قوة له على هذا إلا بالله.
يكتبها البعض (لا حولا ولا قوة إلا بالله) أو (لا حول ولا قوة إلا الله) أو (لا حول ولا قوة بالله) أو (لا حول الله) وهذا كله خطأ.
ويخطئون كثيرًا عندما يقولون: "معي خُمسمائة جنيهًا" و"قرأت خُمسمائة صفحةً" بضم الخاء في "خمسمائة" ويضعون عليها حركة الضم، وهم يقصدون "خمس مئات"، بينما يوحي الكلام بالخُمس في المائة "أي عشرين جنيهًا وعشرين صفحةً"، وصحة الأمر أن يقولوا: "معي خَمسمائة جنيهًا" و"قرأت خَمسمائة صفحةً" بفتح الخاء.
ومن الأخطاء الشائعة كذلك إبدال الألف المقصورة بالألف اللينة والعكس، فعبارة (جزى الله من فعل كذا): يكتبها البعض (جزا الله من فعل كذا) وهذا خطأ، والصواب كتابتها بالألف المقصورة، ومثل "عصى" بدل "عصا" والعكس.