ضعف اهتمام المترجمين بمهارات الحاسب الآلي (3)
يعرفُ القاصي والدّاني، في عصرنا الحالي، أنّنا في عصر "تقنيّة المعلومات" بصورة لم تكن تخطر على بال أحدٍ على هذا الكوكب ربما قبل عشرين سنة فقط من الآن. فمن كان يُصدّق ما نحن فيه الآن من تقنيّة معلومات! والتي انعكست على كُلّ مجالات الحياة الشّخصيّة والمهنيّة، وبالطبع الاجتماعية. وظهر أثرُ ذلك في مختلف دروب الحياة وفي المجالات الصّناعيّة والتِّجارية والإعلاميّة وجميع ما قد يخطر على بال الفرد من مجالاتٍ؛ فأثر التّكنولوجيا على الحياة لا يخفى على أحد. وفي صناعة الترجمة، يعرف المترجمون الذين عملوا – ربما قبل عشرين عامًا من الآن في مصر – قدر المنح والفرص والوسائل المساعدة التي توفرت للجيل الحالي من المترجمين والذين هم بلا شك "محظوظون للغاية" بهذه التقنيّات التي من شأنها أن تضاعف الإنتاجية وترقى بالمهنيّة وتزيد الدّقّة والجودة والاتّساق وكلُّ ذلك "بنقرة زر". فكيف تقارن هذه الخصائص بمن كان يكتب بخطّ يده أو يستخدم آلة كاتبة أو غير ذلك.
لذا، قد لا يكون هناك مبرر أو تبرير لعدم تعلّم المُترجم وإلمامه بما يحتاجه من مهارات الحاسب الآلي وما يرتبط به من برامج مساعدة للاستخدام في مجال الترجمة. وفيما يلي نسردُ بعض المُعوّقات الخاصّة بذلك، وبعض الحلول المقترحة لها.
اقرأ أيضا: أهمية إجادة استخدام الحاسب الآلي للمترجمين
المعوقات:
- ضعف المعرفة العلميّة والعمليّة باستخدام مهارات الحاسب الآلي وعدم الاهتمام بما يستجدّ من وسائلَ أو برامجَ تساعد المُترجمين في إنجاز مهامّهم على وجه السّرعة وبالدّقّة والجودة المطلوبة.
- الاكتفاء بمعرفة سطحية لبرامج الحاسب الآلي وآليات العمل البسيطة التي لا ترقى للمستوى الاحترافي كما الحال كثيرًا في طبيعة ثقافتنا العربية والمصرية وهو أننا نكتفي بمعرفة "شيء عن كل شيء" أو أن يكون "عندنا فكرة". وبالتّأكيد فهذا لا يخدم العمل الاحترافي؛ فمجرد الفكرة أو المعلومات السطحية لا تفيد في إخراج عمل احترافي وذلك حسب القاعدة القرآنية: " إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ".
- ضعف الاهتمام بتعلم الكثير من البرامج التي قد يحتاج إليها المترجم في أثناء عمله في صناعة الترجمة بما يضيف إلى مهاراته ويزيد من فرص العمل المتوفرة له.
- ضعف الاهتمام بتعلم برامج الـ CAT tools وبالأخص للمترجمين العاملين بشكل أكبر في مجال التعريب.
- ضعف الاهتمام بتعلم البرامج والبرامج الخاصة بالترجمة الآلية والتي من شأنها زيادة الإنتاجية والدّقّة واتّساق المصطلحات ومختلف المفردات والعبارات المتشابهة.
- ضعف الاهتمام بالتعمّق في البرامج الأساسية للعمل مثل معرفة كل التفاصيل والفنيات الخاصة ببرنامج مثل، ميكروسوفت ورد أو إكسل أو الباوربوينت أو تحويل ملفات الـ بي دي إف إلى ملفات ورد أو غيرها من المهارات اللازمة لأي مترجم.
الحلول:
- الاهتمام بالتعرّف على مستجدّات الصّناعة الخاصّة بالحاسب الآلي والبرامج المختلفة الدّاخلة ضمن عمل الترجمة والمترجمين.
- التعمّق في معرفة آليات عمل الحاسب والبرامج الخاصّة بصناعة التّرجمة وذلك من خلال مواقع مثل، اليوتيوب أو المواقع المتخصّصة الأخرى واستغلال كل فرصة ممكنة لمعرفة معلومة جديدة. فكل معلومة يكتسبها المترجم ويتعلُّمها سوف تأتي الفرصة التي يستفيد منها.
- متابعة كل ما هو جديد بخصوص برامج الترجمة أو برامج الترجمة الآلية أو برامج الترجمة المساعدة مثل برامج CAT tools أو ما يماثلها مثل برنامج Memsource أو برنامج memoQ أو SDL Trados أو Wordfast أو غيرها
- التعمّق وزيادة المعرفة وتطوير المهارات الخاصة باستخدام البرامج الأساسية الدّاخلة بشكل كبير في مجال الترجمة وعلى رأسها برنامج MS-Word وMS-Excel وMS-PowerPoint وبرنامج Pdf الأكثر انتشارًا وشيوعًا في المجال. فمثلًا، على المترجم أن يكون ملمًّا وعلى معرفةٍ بكيفيّة عمل الفهرس التلقائي وفصل الحواشي السّفليّة وإدراج المراجع والحواشي وفرز المراجع وإدراج الصور وإخفاء الجداول وغيرها من الفنيّات الكثيرة في برنامج ميكروسوفت أوفيس على سبيل المثال.
وجدير بالذكر أنّ كلّ هذه الفنيّات سهلة للغاية وأنّ مُترجمي اليوم أكثر حظًا من سابقيهم من حيث وفرة المعلومات وسهولتها سواء من خلال أجهزة الحاسب الآلي أو الأجهزة اللوحيّة أو حتّى أجهزة الهاتف المحمول والتي تمكّن من الوصول إلى أدقّ التّفاصيل ومعرفة أي معلومة في ثوانٍ معدودات بنقرة زر واحدة. لذا فلا مُبرّر لعدم المعرفة وإزالة كلّ المُعوّقات وتحقيق التّقدّم والنّجاح والإنجاز.
إقرأ أيضا: شركاتُ الترجمة الأكثرُ مصداقيةً في مصر