خمس مهارات ينبغي للمترجم أن يكتسبها
يسعى المترجم الناجح خلال مسيرته المهنية في صناعة الترجمة إلى تطوير ذاته وقدراته، ليس فقط على الصعيد اللغوي والمعرفي؛ ولكن أيضًا على مستوى القدرات الشخصية والذهنية، والتي بدورها تساهم في تعزيز وزيادة الإنتاجية في الترجمة، والرقي بمستوى الاحترافية وجودة الترجمة لدى المترجم.
لذلك سنتناول في هذه المقالة خمس مهارات ينبغي أن يتحلى بها وأن يكتسبها كل مترجم يسعى للوصول إلى القمة في عالم الترجمة، وهذه المهارات هي:
أولا: مهارة البحث
إن امتلاك المترجم لزمام البحث عن الكلمة أو المصطلح الذي يريد الوصول إلى معناه الحقيقي والاصطلاحي ومعانيه المختلفة، هو أحد أهم وأبرز المهارات التي ينبغي للمترجم الناجح أن يمتلكها، ولا سيما الاستخدام الاحترافي للبحث عبر الإنترنت، والمسارد الإلكترونية والمواقع المختلفة. وليس المراد أن يكون المترجم "موسوعيًا"، لكن ينبغي أن يكون مثقفًا بالقدر الذي يمتلك به زمام البحث وأدواته، بحيث يستطيع العثور على ما يريد من المصدر المعتبر، وأن يفرق بين الغث والسمين من المصادر، فإيجاد المعني الدقيق ليس أمرًا سهلًا.
ثانيا: مهارة تنظيم الوقت
من الأمور التي لا يملك المترجم أن يغيرها، هو موعد التسليم، وعليه أن يلتزم بموعد تسليم مشروع الترجمة للعمل في الوقت المتفق عليه، وهذا يجعل من عمل المترجم في كثيرٍ من الأحيان أمرًا شاقًا، لكن ما إن يكتسب المترجم مهارة إدارة الوقت وتنظيمه بالشكل الصحيح، إلا ويجد أن هذه الضغوط تبدأ في التلاشي عن كاهله شيئًا فشيئًا.
ثالثا: الاهتمام بالتفاصيل
تعتبر الترجمة من المهن المليئة بالتفاصيل، والتي يجب على كل من يشتغل بها، أن يكون حاضر الذهن لكافة التفاصيل؛ فكما يقولون "إن الشيطان يكمن في التفاصيل". على المترجم الانتباه جيدًا لعلامات الترقيم والوقف، والعلامات الإعرابية، والأرقام والتواريخ، وكذلك الأخطاء الموجودة في النص، وأخطاء الطباعة والكتابة وغيرها، فإن خطأً واحدًا كفيلٌ بأن يُحرِّف معنى النص بكامله عن المعني المراد.
رابعا: ترتيب الأولويات
يحتاج المترجم مع الوقت إلى تنمية مهاراته، ولا سيما تلك المتعلقة بترتيب أولويات العمل والحياة اليومية الخاصة به، فالمترجم الجيد هو الذي يستطيع تحقيق المعادلة الناجحة بين حياته الشخصية وعمله. كذلك عليه ترتيب أولويات العمل نفسه، وأن ينجز المهام والمشروعات العاجلة والقصيرة، وإتاحة الوقت الأكبر للمشروعات التي تحتاج إلى وقت وجهد وبحث وقراءة.
خامسا: مهارة تعدد المهام
في كثير من الأحيان يعمل المترجم لدى شركة أو مكتب للترجمة، ويتطلب ذلك منه العمل ضمن فريق من المترجمين، وكذلك الحال مع المترجم المستقل، فجميعهم يسابق الزمن للانتهاء من مشروع الترجمة على نحوٍ جيدٍ، وهذا يدفعهم للقيام بالعديد من المهام في وقتٍ واحدٍ، كالبحث عن المصطلحات والكلمات، والقراءة عن شيء معين للوصول لترجمةٍ جيدةٍ، أو قراءة تاريخ شيء معين، أو التواصل مع أعضاء الفريق والتنسيق بشأن شيء معين، كتوحيد المصطلحات في النص المترجم مثلًا، وغير ذلك من الأمور والمهام التي ينبغي أن تسير جنبًا إلى جنب. فإتقان تلك الملكة، أمر مهم بالنسبة لكل مترجم، يتطلع إلى أن يكون له موطئ قدم بين أقرانه من المترجمين الناجحين.
إذا كانت لديكم مهارات أخرى تعتقدون أنه على المترجم التحلي بها، فيمكنكم مشاركتها معنا في التعليقات!