مترجمون معاصرون كانوا جسورًا لنقل الأدب العالمي إلينا - الجزء الرابع
جبرا إبراهيم جبرا
وُلد الناقد والمؤلف والرسام والمترجم الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا، في عام 1920م في بيت لحم، في عصر الانتداب البريطاني، واستقر به المقام في العراق ليقوم بتدريس الأدب الإنجليزي هناك. له أكثر من 70 عمل أدبي مختلف، من روايات ومؤلفات ومواد مترجمة، كما تُرجمت أعماله إلى أكثر من 12 لغة. ويعتبر جبرا من أكثر الأدباء العرب إنتاجًا وتنوعًا؛ إذ عالج الرواية والشعر والنقد وخاصة الترجمة كما خدم الأدب كإداري في مؤسسات النشر. عُرف في بعض الأوساط الفلسطينية بكنية "أبي سدير" التي استغلها في الكثير من مقالاته سواء بالإنجليزية أو بالعربية.
قدم أعمالًا كثيرة للقارئ العربي، ونذكر من أعماله الروائية: "صراخ في ليل طويل"، و"رواية السفينة"، و"عالم بلا خرائط"، و"شارع الأميرات"، و"صيادون في الشارع (بالإنجليزية)"، و"الغرف الأخرى"، وغيرها. كما عرَّف القارئ العربي على أبرز الكتاب الغربيين، ويعد جبرا من أفضل من ترجم لشكسبير، حيث حافظ على روعة النص وجماله، مع احتفاظه بالنص الأصلي ونقله بلغة عربية رائعة، ولعل ترجماته لشكسبير تُعد من أبرز وأهم الترجمات العربية للكاتب البريطاني الخالد، كترجمته لرواية "الصخب والعنف"، والتي حصل بها الكاتب الأمريكي وليم فوكنز على جائزة نوبل للآداب.
ومن أبرز أعماله المترجمة: هاملت - ماكبث - الملك لير - عطيل - العاصفة - السونيتات لشكسبير * برج بابل - أندريه مارو * الأمير السعيد - أوسكار وايلد * في اتظار غودو صأمويل بيكيت * الصخب والعنف - وليام فوكنر * ما قبل الفلسفة - هنري فرانكفورت.
محمد العناني.. عميد المترجمين
يُلقب بـ "عميد المترجمين"، ويُلقب كذلك بـ "شيخ المترجمين المصريين". هو المترجم والكاتب المسرحي والناقد والأكاديمي المصري الدكتور محمد عناني، وُلد في رشيد بمحافظة البحيرة عام 1939م، تخرج في جامعة القاهرة عام 1959م، وحصل على درجة الماجستير من جامعة لندن عام 1970م، ثم الدكتوراه من جامعة ريدنج البريطانية، عام 1975م. حصل العناني على العديد من الجوائز والأوسمة، ومنها: جائزة الدولة في الترجمة عام 1982م، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى عام 1984، وجائزة بن تركي للتميز في الترجمة إلى الإنجليزية التي تمنح من المملكة العربية السعودية برعاية الجامعة العربية، في عام 1998م، وجائزة الدولة في الآداب عام 1999م، وجائزة الأداء المتميز في الكتابة المسرحية من المعهد العالي للمسرح عام 2000.
بالإضافة إلى العديد من الجوائز الأخرى مثل: جائزة الدولة للتفوق في الآداب 2002، وجائزة الملك عبد الله الدولية في الترجمة 2011، وجائزة منظمة جامعة الدول العربية (ALESCO) للعلوم والثقاقة في الترجمة إلى الإنجليزية، بغداد 2013، وجائزة رفاعة الطهطاوي في الترجمة إلى العربية، الصادرة عن المركز القومي للترجمة 2014.
له تاريخ حافل من العطاء، حيث صدر له أكثر من 130 كتابًا تتنوع ما بين الترجمات الهامة، والأعمال الإبداعية، ويضاف إليها مسيرة حافلة في الترجمة وعلومها وفنونها ومهاراتها، من خلال كتب متخصصة في علم الترجمة تحتوي على نظريات لغوية، من خلال تسليط الضوء على علوم اللغة التطبيقية، ودراسة أساسيات الترجمة، كما تم انتخابه في مجمع اللغة العربية بالقاهرة في عام 1996م.
ومن أهم أعماله من المؤلفات العلمية في الترجمة والنقد الأدبي: فن الترجمة - فن الكوميديا – المسرح والشعر – الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق - النقد التحليلي – الأدب وفنونه – فن الأدب والحياة – التيارات المعاصرة في الثقافة العربية – قضايا الأدب الحديث – المصطلحات الأدبية الحديثة.
أما عن الأعمال الإبداعية التي صدرت للعناني فمنها: ميت حلاوة – السجين والسجان – البر الغربي – المجاذيب – الغربان – جاسوس في قصر السلطان – رحلة التنوير – ليلة الذهب – حلاوة يونس – السادة الرعاع – الدرويش والغازية – أصداء الصمت.
ومن إسهاماته في الترجمات والأدب العالمي إلى اللغة العربية: روميو وجوليت - يوليوس قيصر – ثلاثة نصوص من المسرح الإنجليزي – الفردوس المفقود – ريتشارد الثاني – تاجر البندقية – عيد ميلاد جديد "التلى هييلي" – حلم ليلة صيف – الملك لير – هنري الثامن – تغطية الإسلام.
هذا بالإضافة إلى العديد من الكتب والمؤلفات العلمية في النقد الأدبي والترجمات التي صدرت باللغة الإنجليزية.
هناك أيضًا العديد من المترجمين المعاصرين الذين أثروا المكتبة العربية، وكانوا جسورا حقيقة للتواصل بين الحضارات، ونذكر منهم كذلك:
الدكتور خليل الشيخ
الباحث والناقد الأدبي والمترجم، أستاذ الأدب الحديث في جامعة اليرموك بالأردن والحاصل على شهادة الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة فريدريش ﭬـيلهلم في ألمانيا من القلائل الذين قدموا ترجمات متقنة لأدب فرانز كافكا. له العديد من الكتب المترجمة عن الألمانية، نذكر منها: "يوميات فرانتس كافكا 1910-1923"، "آدم وإيفيلين" لإنجو شولتسه، و"أوروبا والشرق من منظور واحد من الليبراليين المصريين" لبوبر يوهانزن. كما أصدر عددًا من الدراسات من أبرزها: "الانتحار في الأدب العربي"، "باريس في الأدب العربي" و"دوائر المقارنة"... وغيرها. حائز على جائزة أفضل كتاب مترجم للعام الجامعي 2007 التي تمنحها جامعة فيلادلفيا الأردنية عن كتاب ما بعد اليوتوبيات.
أبو العيد دودو
مدَّ هذا المترجم جسرا ًبين الثقافتين العربية والألمانية بترجماته للعديد من القصص التراثية الألمانية وما كتبه الرحالة الألمان عن المجتمع الجزائري قبل الاحتلال الفرنسي، وهي صفحات عمل المستعمر على تغييبها من تاريخ الجزائر، ومن بينها:
- القصة الأولى من ثلاثية (مالتسان): التي كتبها عن الجزائر في القرن التاسع عشر
- مدخن الحشيش في الجزائر
- الجزائر في مؤلفات الرحالين الألمان الذي صدر سنة 1975.
- ثلاث سنوات في شمال غربي أفريقيا لمالتسان.
- قسنطينة أيام أحمد باي لشلوصر..
الدكتور مصطفى ماهر
نذر حياته لعالم الترجمة واختار اللغة الألمانية وسيلة لذلك، نظرًا لقيمة ما أفرزته هذه اللغة من أعمال إبداعية خلال منتصف القرن الماضي، وكان لدى الدكتور مصطفى ماهر لغته الخاصة في الترجمة بمفرداتها التي عبرت تمامًا عن فكر كتابها، ومنها زيارة السيدة العجوز لفريدريش دورينمات، نزوة العاشق ليوهان فولفجانج جوته، بيدرمن ومشعلو الحرائق لماكس فريش، كاسبار لبيتر هاندكه ومينافون بارنهلم لجوتهولد أفرايم ليسنج، ولعبة الكريات الزجاجية لهيرمان هيسه، كما ترجم لهيرمان هيسه أيضًا أولى أعماله، وهي بيتر كامينتسند.
كما أن له العديد من الأعمال الأخرى، ومنها: شيللر - حياته وأعماله، وصفحات خالدة من الأدب الألماني: من البداية حتى العصر الحاضر، وألوان من الأدب الألماني الحديث، وقصص ألمانية حديثة وغيرها.
أثارت ترجمة مصطفى ماهر لرواية "العاشقات" للروائية النمساوية "إلفريده يلينك" إشكاليات عدة، فهي جاءت "أخلاقية" في مجملها، تحفل بحذف ما اعتبره المترجم "مبتذلاً" أو "مثيراً للقرف"، وتعرض الدكتور مصطفى ماهر على إثرها لانتقادات كثيرة، ردها جميعًا في أكثر من حوار صحفي بعد ذلك.
الدكتور علي المنوفي
هو أستاذ اللغة الإسبانية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، وأحد أهم المفكرين والمترجمين الذين أسهموا في مد جسور الحوار بين الثقافتين العربية والإسبانية، حيث خلف رصيدًا كبيرًا نحو 60 كتابًا من كنوز الأدب الإسباني إلى العربية، عاش في إسبانيا 9 سنوات، درس فيها الإسبانية على يد كبار أساتذتها أمثال "فيكتور جارثيا دي لا كونشا" العلامة والناقد ورئيس الأكاديمية الملكية الإسبانية، تشبع في هذه الفترة بالثقافة والمجتمع الإسبانييْن، كما حصل على الدكتوراه في الأدب الإسباني "الشعر الإسباني المعاصر" من واحدة من أعرق الجامعات الإسبانية وهي جامعة سلامنكا.
تعلم على يد الفيلسوف الإسباني الشهير خوسيه أورتيجا إى جاسيت، وهو من أبرز المفكرين الإسبان الذين أسهموا في تشكيل هوية إسبانيا على مر العصور، حيث ترجم له كتاب "تمرد الجماهير" إلى العربية.
رحل الدكتور المنوفي في أبريل من العام المنصرم 2018، مخلفًا الكثير من الأعمال عن الإسبانية، هي محصلة جهوده الدؤوبة خلال أكثر من ثلاثين عامًا في ترجمة أدب أمريكا اللاتينية، والأدب الإسباني عمومًا، ومنها:
- لعبة الحجلة.
- مختارات قصصية (1947-1992).
- كيف تعد رسالة دكتوراه.
- حاتشبسوت من ملكة إلى فرعون مصر.
- تاريخ الشعر الإسباني خلال القرن العشرين: من الحداثة حتى الوقت الحاضر.
- اللاعقلانية الشعرية.
- الفن الطليطلي الإسلامي والمدجن.
- الفن الإسلامي في الأندلس: الزخرفة النباتية.
- الفن الإسلامي في الأندلس: الزخرفة الهندسية.
- العمارة في الأندلس: عمارة المدن والحصون (ج1).
- العمارة في الأندلس عمارة المدن والحصون (ج2).
- العمارة الإسلامية في الأندلس عمارة القصور (م1).
- العمارة الإسلامية في الأندلس عمارة القصور (م2).
- العمارة الإسلامية في الأندلس عمارة القصور (م3).
- العمارة الإسلامية في الأندلس عمارة القصور (م4).
- العمارة المدجنة.
- إسبانيا في تاريخها: المسيحيون والمسلمون واليهود.
- إسبانيا بشكل جلي.
- مواطنون في العالم-نحو نظرية للمواطنة.
- الأرجنتين كان يا ما كان.
- الترجمة ونظرياتها.
- المرآة الدفينة.
- شهر العسل (وقصص أخري).
- مكتبة الإسكندرية فك طلاسم اللغز.
- عمارة المساجد في الأندلس طليطلة وإشبيلية.
- عمارة المساجد في الأندلس غرناطة وباقي شبه الجزيرة الإيبيرية.
- عمارة المساجد في الأندلس قرطبة ومساجدها.
- عمارة المساجد في الأندلس مدخل عام.
- القصة القصيرة النظرية والتقنية.
- تعليم الترجمة.
- هل يمكن للحاسوب أن يكتب قصيدة غزلية؟ التقنية الرومانسية والشعر الإلكتروني.
- تاريخ إسبانيا الإسلامية من الفتح إلى سقوط الخلافة القرطبية (711-1031).
- رحلة إلى السودان.
- من العالم الجديد إلى العالم القديم.