خمسة تحديات عليك التغلب عليها عند الدراسة في الخارج
إن قرار الانتقال لإكمال الدراسة في الخارج يحمل العديد من التحديات التي تواجه الطالب، خاصة في مراحل الدراسة الأولى؛ فهو أمرٌ ليس باليسير كما يظن البعض، ليس بسبب الاغتراب والبعد عن الأهل والأصدقاء فحسب، ولكن يرجع ذلك للعديد من التحديات والصعوبات، التي قد تتحكم في عملية ومستوى التحصيل الدراسي للطالب، وتجعله يشعر بحالة من التخبط والارتباك، خاصةً وأنه مقبل على حياة جديدة بكل تفاصيلها. وفي مقالنا التالي سوف نعرض لأبرز تلك التحديات.
أولًا: حاجز اللغة
يعتبر التحدي الأبرز الذي يواجه الطلاب عند انتقالهم لإتمام الدراسة في الخارج هو تحدي اللغة، خاصةً إذا كانوا يدرسون مجالاتٍ أخرى غير تلك التي تتطلب لغة جيدة؛ حيث ينتقل الطالب إلى مجتمع مختلف يتكلم لغةً مختلفة، ولذا يُنصح دومًا للتغلب على تلك المعضلة بالأخذ في الحسبان بدراسة بعض الدورات التدريبية في اللغة التي يتكلمها أهل تلك البلد، والذي تنوي إكمال الدراسة فيها، حتى تستطيع التعامل في حياتك اليومية بشكل سلس، كما ينبغي أن تعطي لنفسك وقتًا كافيًا قبل السفر لدراسة وإجادة تلك اللغة.
اقرأ أيضا: تعرف على قانون الهجرة الجديد في ألمانيا
ثانيًا: الصدمة الثقافية
يتعرض العديد من الطلاب في بداية انتقالهم للخارج لما يسمى بالصدمة الثقافية؛ حيث يجد الطالب نفسه وسط بيئة جديدة وثقافة جديدة، تختلف تمام الاختلاف عن ثقافته وعاداته وتقاليده والبيئة التي نشأ فيها، وهنا يصاب أغلب الطلاب في تلك المرحلة بالوحدة والانغلاق، ويميلون للعزلة، نتيجة عدم قدرتهم على الاندماج مع أقرانهم من أهل تلك البلد.
وللتغلب على ذلك يجب أن يتمتع الطالب بقدرٍ كبيرٍ من المرونة، خاصةً فيما يتعلق بالمهارات الاجتماعية لتقبُّل الآخر والاندماج معه. كذلك على الطالب أن يحرص على التعرف على ثقافات الآخر وأن يأخذ منها ما يناسبه، ويترك ما لا يناسب ثقافته وتقاليده.
ثالثًا: ارتفاع تكاليف المعيشة
ومما يزيد الضغوط على الطلاب في الخارج هو اختلاف العملة التي يتعامل بها، حيث ترتفع تكاليف المعيشة يوما بعد الآخر، فلو أخذنا مثالًا لطالب مصري أو سوري يريد إكمال الدراسة في الخارج، فإن أول ما يتطرق لذهنه هو حساب تكاليف المعيشة بعملته المحلية، ومعرفة سعر العملة، وهنا سيكون أمام تحدي جديد وهو تحدي ارتفاع تكاليف المعيشة بسبب اختلاف البلد والعملة.
ولذلك سيكون من الجيد التواصل مع أصحاب الخبرات السابقة في تلك البلد، والتعرف على أفضل الطرق لتوفير المصروفات والنفقات، وبالطبع سيجد الكثير من الحلول والأفكار الجيدة التي تناسبه.
اقرأ أيضا: دراسة: السوق الألمانية بحاجة إلى أكثر من ربع مليون مهاجرٍ سنويًا
رابعًا: الانحراف الأخلاقي
تتسم الحياة في الخارج بالانفتاح الثقافي والبعد عن القيم والتعاليم الدينية التي تسود مجتمعاتنا، وهذا ما يجعل الطالب خاصة الطلاب العرب والمسلمون بصعوبة التعامل مع تلك العادات والثقافات المنفتحة والمختلفة عن بيئتنا المحافظة. ولذلك يسعى الطلاب لتكوين صداقات جيدة ومترابطة للتغلب على تلك الانحرافات والبعد عنها، والانشغال بالدراسة، والتواجد مع أقران متمسكين بالقيم والمبادئ وتعاليم الدين الحنيف.
خامسًا: إدارة الشؤون الحياتية
يعاني الكثير من الطلاب، خاصةً الطلاب الذكور من عدم قدرتهم على إدارة حياتهم الشخصية بشكل مثالي، خاصة فيما يتعلق بالأمور المنزلية وتأمين الوجبات الغذائية اليومية، وشؤون النظافة والمصروفات والملابس، وغير ذلك من أمور الحياة الشخصية.
ولكي يتغلب الطالب على تلك المصاعب، عليه أن يعطي لنفسه فرصة كافية للتدرب على إدارة شؤون المنزل وأن يكتسب المرونة الكافية للتعامل مع هذه الأمور قبل السفر بفترة كافية، وكذلك عليه اكتساب الخبرات ممن سبقوه، وطلب الدعم منهم في معرفة الطرق الفعالة للتغلب على تلك المصاعب في هذه المرحلة.
نتمنى للجميع حظًا موفقًا!